سجّلت دورة هذا العام لمعرض تونس الدولي للكتاب حضورا مكثفا للكتب الدينية وخاصة الكتب المرتبطة بالاسلام السياسي ومفهوم « الجهاد « اضطرت أمس هيئة معرض تونس الدولي للكتاب إلى غلق جناح دار نشر سورية بعد عرضها لكتاب للأطفال بعنوان « اللهم ارزقني الشهادة « يحمل غلافه شعار داعش والجماعات الأرهابية وهو كتاب موجَّه لأطفال عمرهم بين ستة واحدى عشرة سنة يدعو الأطفال إلى « الاستشهاد في سبيل الله « وقد اكتشفت إدارة المعرض هذا الكتٌاب بعد أن بث أحد المواطنين على شبكة التواصل الاجتماعي غلاف الكتٌاب ومضمونه ممٌا دعا إدارة المعرض إلى غلق الجناح لعدم التزامه بالقانون الداخلي للمعرض وعلى اثر هذه الفضيحة أصدرت إدارة المعرض البيان التالي: تؤكّد الهيئة المديرة لمعرض تونس الدّولي للكتاب ما راج حول عرض أحد الكتب الموجّهة للأطفال والذي يحرّض على العنف وتشكر من نبّه لهذا الاخلال. علما وأنّه قد تمّ غلق الجناح الذي خالف تراتيب النظام الدّاخلي لمعرض تونس الدّولي للكتاب من طرف لجنة شؤون العارضين حتى قبل صدور الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا وتؤكّد هيئة المعرض حرصها الشديد على أن تكون كل المعروضات موافقة للقيم الانسانية السامية الواردة بالدستورالتونسي وللاعلانات والمواثيق الحقوقيّة الدّوليّة. وتعتبر مثل هذه الممارسات التي تحرّض على العنف والكراهيّة والقتل غير لائقة بالنشر العربي لذلك يُغلَق كل جناح يُصدر مثل هذه المنشورات.» مسوولية من ؟ قرار إدارة المعرض چاء متأخرا فمن المفروض أن لا تدخل هذه الكتب أصلا للمعرض فهناك حضور كبير لأدبيات الاسلام السياسي وكتب « الجهاد « وهي ملاحظة أثارها أكثر من كاتب وباحث جامعي فمنع الرقابة على الكتٌاب بدعوى حرية التعبير يجب أن يعاد فيها النظر فحرية التعبير لا يمكن أن تتاح للذين يدعون إلى القتل والتفجير والاغتيال ومعرض تونس الدولي من المفروض ان يكون منصة لنشر ثقافة التنوير وليس فضاء لسموم القتلة والأرهابيين القادمين من بعض دول الخليج لنشر سمومهم في تونس والقرار الذي أتخذته إدارة المعرض لا يكفي فلابد من محاسبة من يقف وراء هذا التسريب الذي لا يمكن قبوله في بلاد تعاني من تبعات الارهاب وسنوات الترويكا سيئة السمعة.