قالت وكالة «رويترز» امس، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، ان الولايات المتحدة تدرس حاليا القيام برد عسكري جماعي ضد سوريا، في الوقت الذي استنفرت فيه دمشق قواتها وحذّرت موسكو من اي ضربة محتملة. استنفار سوري وتحذير روسي وألغى الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، زيارته الأولى المقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع الى أمريكا اللاتينية، وذلك «للإشراف على الرد الأمريكي على سوريا» بعد مزاعم الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة دوما. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ساره ساندرز امس، «بناء على طلب الرئيس سيسافر نائبه بدلا منه. سيبقى الرئيس في الولايات المتحدة لتوجيه رد الفعل الأمريكي إزاء سوريا ومتابعة التطورات حول العالم». وأفادت مصادر عسكرية، امس، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تقوم حاليًا بحشد قواتها البحرية والجوية، استعدادًا لشن سلسلة من الهجمات على سوريا، ستستمر لبضعة أيام. ويريد ترومب بحسب المصادر أن يجعل من تلك العمليات في سوريا التي ستعتمد على تعاون مشترك مع بريطانيا وفرنسا، إلى مسيرة واسعة مشتركة ضد البرنامج النووي وضد برامج الصواريخ الباليستية وضد الاتفاق النووي الموقع في جويلية 2015 مع إيران. وفسرت المصادر ذلك بأن الحديث لا يجري فقط عن ضربة عسكرية واحدة سوف تنفذ وتنتهي، ولكن عن سلسلة من العمليات العسكرية التي يمكن أن تستمر طوال شهر افريل الجاري وما بعده. من جهة اخرى شهدت قواعد الجيش السوري امس حالة استنفار لدى كافة وحداتها غداة تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترومب برد قوي وقريب، ملوحا بالخيار العسكري بعد تقارير حول هجوم كيميائي وتوجيه أصابع الاتهام إلى دمشق. وتتوعد دول غربية منذ يومين بـ»رد قوي»، وتحدث ترومب عن قرار مهم في «وقت قصير جدا»، فيما أكدت فرنسا أنها سترد في حال تخطت دمشق «الخط الأحمر». بدورها حذرت موسكو حليفة دمشق من «خطورة» الاتهامات، معلنة في الوقت ذاته أنها ستقدم مشروع قرار دولي للتحقيق في الأمر ردا على مشروع آخر قدمته واشنطن، فيما دعت الحكومة السورية امس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للدخول إلى دوما والتحقيق «حول ادعاءات استخدام السلاح الكيميائي». وصرّح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا بأن موسكو حذرت مرارا واشنطن من ضرب سوريا، حيث يوجد هناك عسكريون روس على أساس قانوني. وقال نيبينزيا في تصريح للصحفيين بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن المفتوحة بشأن الوضع في سوريا: «كما صرّحت وزارة دفاعنا مرارا وتكرارا، بناء على دعوة من الحكومة السورية يوجد العسكريون الروس هناك على أساس قانوني. نحن حذرنا مرارا الجانب الأمريكي من العواقب السلبية جدا المحتملة لإمكانية استخدامهم السلاح ضد الحكومة السورية الشرعية، وخاصة إذا مس هذا الاستخدام، لا سامح الله بالطبع، عسكريينا الذين يوجدون بشكل قانوني في سوريا». كما كشف الجنرال فلاديمير شامانوف، أمام مجلس الدوما (مجلس النواب)، عن استعداد بلاده لاتخاذ جميع الإجراءات السياسية، وحتى العسكرية إذا لزم الأمر، ردا على الاستفزازات الغربية ضد روسيا. وقال الجنرال شامانوف الذي يترأس لجنة الدفاع والأمن في الدوما، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب الروسي امس: «سياسة الكيل بمكيالين وصلت حدها، وهنا يعلن حزب «روسيا الموحدة» (الحاكم) بشكل مسؤول، أن جميع الإجراءات السياسية والدبلوماسية، وحتى العسكرية إذا لزم الأمر، سيتم اتخاذها، لن يبقى هناك أي إجراء استفزازي ظالم دون رد مناسب». رأي خبير الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين: «يمكن أن تؤدي الضربة العسكرية إلى مواجهة خطيرة بين القوتين العظمتين (روسيا وأمريكا)، ولا أستبعد استخدام السلاح النووي في هذه المواجهة. هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من روسيا والولايات المتحدة، كلاهما يملكان سلاحا نوويا وتضم ترسانة كل بلد قرابة 1500 رأس نووي».